ALJAREEDA

U�UC�

6

?�±¥¥∞ ‰«u� ±µ Â≤∞±π uO�u� ±π ¡UF�—ô«

ﺍﻝﺎﺗﺜﻏﺭﺍﺕ ﺍﻓﻄﺭﻏﺿﻐﺋ ﻝﻂﻡﺔﻂﺟ ﺍﻝﺳﺱﺿﺭﻱ..

ﻫﻞ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﺤﻞ؟

ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻁﻠﻘﻪ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺳﺒﻖ ﻓﺾ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺟﺎء ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻄﻠﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻜﻮﻧﻐﺮﺱ ٤۸ ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﺪﺗﻪ ﺣﻴﺎﻝ ﻣﺎ ﺳﻤﺘﻪ ﻣﻤﺎﻁﻠﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻠﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻭﺗﻠﺨﺺ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺩﻯ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺘﺤﻤﻴﻞ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻮﻥ ﻣﻨﺬ ﺗﻨﺤﻲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﺑﺮﻳﻞ، ﻭﺍﻧﺘﻘﺪ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻟﻤﻬﺎﻡ ﺳﻴﺎﺩﻳﺔ ﺍﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻛﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻘﻤﻢ ﻭﺇﺻﺪﺍﺭ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺴﻌﻲ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ ﻟﻨﺰﻉ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻬﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ.

ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ: ﻧﺎدﻳﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ

ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﺕ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﻳﺮﺗﺪﻭﻥ ﺯﻳﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ. ﺗﻢ ﻁﺮﺩ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﻳﺮﺗﺪﻭﻥ ﺯﻳﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ. ﻭﻓﻲ ﺩﺍﺭﻓـﻮﺭ ﻓﺈﻥ ﺇﻣــﺪﺍﺩﺍﺕ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﻨﻬﺐ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﻳﺮﺗﺪﻭﻥ ﺯﻳﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ. ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﺘﺸﺒﺚ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮﻥ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻛﺸﺒﻴﻪ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻁﺎﺣﻮﺍ ﺑﻪ، ﻭﺗﺘﺰﺍﻳﺪ ﻣﺨﺎﻁﺮ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ. ﺇﻥ ﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺍﺿﺤﺔ: ﺳﻼﻡ، ﺣﺮﻳﺔ

ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﻭﻗ ّــﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻋـﻀـﻮﺍ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﺟﻴﻤﺲ ﻣﺎﻛﻐﻔﺮﻥ ﻭﻫﻮ ﻧﺎﺋﺐ ﺩﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻁﻲ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺔ ﻣﺎﺳﺎﺗﻮﺷﻴﺘﺲ ﻭﻳﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺗﻮﻡ ﻻﻧﺘﻮﺱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧـﺴـﺎﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ. ﺟـﺎء ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻤﺎ ﻧﺼﻪ )ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻁــﺎﺡ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺑﻌﻤﺮ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ، ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ.. ﻟﻜﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺗﻢ ﻗﺘﻞ

ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ. ﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻒ ﻓﻮﺭﺍ ﻛﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﻟﻠﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻬﻢ(. ﻭﻗـﺪ ﺻـﺮﺡ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟـﺸـﺆﻭﻥ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺃﻥ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺒﺎﻁﺄﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻤﺎ ﺃﻓﺴﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺣﻠﻴﻔﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺑﻌﺪ ﻭﻗ ـﻮﻉ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻣﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ، ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺒﻞ ۳ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﻓﺾ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﻣـﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﻲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻠﻤﺪﻧﻴﻴﻦ.

ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺃﻻ ﻳﺴﻤﺤﺎ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻜﺘﻴﻜﺎﺕ ﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﺩﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻁﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﺪﻧﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﺧﺎﻁﺮ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻟﺨﻠﻖ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﺸﻌﺒﻬﻢ، ﻭﻟﻮﻁﻨﻬﻢ ﻭﻷﻁﻔﺎﻟﻬﻢ. ﺇﻥ ﺃﻳـﺎ ﻣـﻦ، ﻭﻛـﻞ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮﻳﺾ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﻣﺜﻞ ﺣﻘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻣﺘﺤﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺗﻘﻮﺩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ، ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﺪﺍﻧﺔ ﻭﺳﻮﻑ ﺗﻘﻊ ﺗﺒﻌﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻷﺟﻬﺰﺓ

ﻭﻓﺮﺻﺔ ﻟﻼﺯﺩﻫﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ.. ﻟﻘﺪ ﻁﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻭﻥ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭ ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻟﺘﻘﻮﺩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻭﺷﺎﺭﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ، ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎء. ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺳﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺘﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﻴﻦ ﻟﻦ ﻳﻘﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺼﻴﺐ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺔ. ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﻁﺆ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﻟﻠﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ. ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ

ﻄﺔﺍﺯﺭ ﻭﺍﻍﺎﻐﺍﻗﺕ ﺝﻡﺍﺲﻐﺋ

اﻟﺴُﻮدان.. ﺗﺎرﻳﺦ ﻣُﺨﻀﺐ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء

ﺃﻡ ﻣﻜﻠﻮﻣﺔ ﻭﻗﻔﺖ ﻭﺩﻣﺎء ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﺮﻳﺢ ﺗﺘﺴﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻟﺘﺮﻭﻱ ﺃﺭﺽ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧّﻬﺎ ﺃﺩﻣﻨﺖ ﺩﻣﺎء

ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻴﺎﻓﻌﻴﻦ ، ﺭﺩﺩﺕ ﻭﺃﻟﻢ ﺑﺤﺠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻳﻌﺘﺼﺮ ﻗﻠﺒﻬﺎ »ﺍﻟﺪﻡ ﺩﻩ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻭﻳﻦ« ؟!. ﻋُﻘﻮﺩ ﻣﻀﺖ ، ﻭﺃﺭﺽ ﺍﻟﺴُﻮﺩﺍﻥ ﺗﺴﺘﻠﺬ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ، ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺕ ﻭﻛﺄﻥ ﻅﻤﺆﻫﺎ ﻻ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﺳﻮﺍﻩ . ﻣُﺬ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﻋﻨﺒﺮ » ﺟﻮﺩﺓ » ، ﺛﻢ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ، ﻣﺮﻭﺭﺍً ﺑﺪﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻔﺖ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﺎﺣﺪﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ، ﻭﺻﻮﻻً ﻟﻤﺠﺰﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ . ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣُﺨﻀﺐ ﺑﺎﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻲ ، ﻭﺃﺭﺽ ﺗﻔﻮﺡ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻁﻴﺎﻧﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻐﺪﺭ . اﻟﺨﺮﻃﻮم : ﺳﻠﻤﻰﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ

ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻻﺕ ﻻ ﺗﺤﺪﺙ ﺩﻭﻥ ﺃﺫﻥ ﻣﻦ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺑﻌﻠﻤﻪ ، ﻭﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻨﻮﺏ ﻋﻨﻪ. ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﻭﺑﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﺑﻌﺪ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ، ﻭﺍﻟﻤُﺒﺮﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ » ﺧُﺪﻋﻨﺎ ، ﻻ ﻋِﻠﻢ ﻟﻨﺎ » ، ﻛُﻠﻬﺎ ﻭﺍﻫﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻭﻻ ﻳُﺼﺪﻗﻬﺎ ﻋﻘﻞ. ﻣﺜﻠﻪ ﻭﻣﺎﺗﻢ ﻣﻦ ﺍﺑﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻏﺘﻴﺎﻻﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﺻﺎﺑﻊ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻠﺨﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﻳُﺆﻛﺪ ) ﺍﻟﺪﻭﻣﺔ ( ﺃﻥّ ﻣﺎﺗﻢ ﻣﻦ ﻣﺬﺑﺤﺔ ﺑﺸﻌﺔ ﻓﻲ ﻣُﺤﻴﻂ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻘﻒ ﺧﻠﻔﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ . ﺷﺎﻫﺮﺍً ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺳﻴﻔﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓً ﺻﻮﺏ » ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ » ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ، ﻗﺎﺋﻼً : ﻣﺎ ﺗﻢ ﺣﺪﺙ ﺑﻌﻠﻤﻬﻢ ﻭﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻬﻢ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻧﺎﻁﻘﻬﻢ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ، ﻣُﻄﺎﻟﺒﺎً ﺑﺘﻘﺪﻳﻤﻬﻢ ﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ، ﻷﻥ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻧﻮﺍﺓ ﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﺃُﺧﺮﻯ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ . ﻣﺎﺍﻟﺤﻞ ؟ ﻣﻦ ﻳُﻮﻗﻒ ﻧﺰﻳﻒ ﺍﻟﺪﻣﺎء ﻫﺬﺍ ؟ ، ﺳﺆﺍﻝ ﻁﺮﺣﺘﻪ ) ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻌﻬﺎ ، ﻓﺠﺎء ﺭﺩﻩ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﻳﻜﻤﻦ ﺍﻟﺤﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺩﻭﻟﻲ ﻣُﺤﺎﻳﺪ ﺗُﻨﺸﺮ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ ﻭﻳﻘﺪﻡ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺜﺒﺖ ﺗﻮﺭﻁﻬﻢ ﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎﺕ ﻋﺎﺩﻟﺔ ، ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎء .

ﺍﺳﺘﺮﺧﺎﺹ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺁﺧﺮ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻭﻣﺔ ﺃﻥّ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺣﺪﻭﺙ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻻﺕ ﻟﻪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﺳﺘﺮﺧﺎﺹ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺴُﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﺑﻪ ، ﺛﻢ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ، ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺭﺗﻜﺒﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺗﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻭﺍﻓﻠﺘﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ . ﻳﺼﻒ » ﺍﻟﺪﻭﻣﺔ » ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﻭﻣﺎﻳﺘﺒﻌﻪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤُﺴﺎﻣﺢ ﺑﺎﻟﻌﻔﻮ ﻋﻤﺎ ﺳﻠﻒ ﺑﺴﻮء ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ، ﻗﺎﺋﻼً : ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ، ﷲ ﻓﻲ ﻣُﺤﻜﻢ ﺗﻨﺰﻳﻠﻪ ﻗﺎﻝ : ) ﻭﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺹ ﺣﻴﺎﺓ ﻳﺎ ﺍﻭﻟﻲ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ( ، ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺣﻴﺎﺓ . ﻻﻓﺘﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲّ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ . ﻭﺃُﺟﺰﻡ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﻤﺖ ﻣُﺤﺎﻛﻤﺔ ﻣُﻨﺘﻬﻜﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﺎﺗﻜﺮﺭﺕ. *ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻹﻓـﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﻤُﺘﺒﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻘﻊ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ؟ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻘﻂ ، ﻣُﻀﻴﻔﺎً ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻝ)ﺍﻟﺪﻭﻣﺔ ( ﻓﻲّ ﻛﺎﻓﺔ

ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻁﺮﺍﻑ ﻣﺪﻧﻴﺔ . ﻣَﻦ ﻳﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴُﻮﺩﺍﻥ ؟! ﻳﻘﻮﻝ ﺩ. ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺃﺑﻮﻗﺮﻳﺺ ﺇﻥ ﺣﻞ ﻟُﻐﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ، ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺈﻳﺠﺎﺩ ﻣﺨﺮﺝ ﻭﻧﻔّﺎﺝ ﻟﻠﻮﻟﻮﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤُﺘﻼﺣﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﻌﺪﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺷﻠﺖ ﺃﻭﺻﺎﻟﻪ ﻟﻌﻘﻮﺩ . ﻣُﺆﻛﺪﺍً ﺇﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻦ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺤﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻣﺘﺮﺍﻣﻲ ﺍﻷﻁﺮﺍﻑ ، ﻟﻦ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺷﻼﻻﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎء ، ﺑﻞ ﻭﻗﺪ ﺗﺰﻳﺪ ﻟﺤﺪ ﻻﻳﻤﻜﻦ ﺗﺨﻴﻠﻪ . ﻳﺮﻯ » ﺃﺑﻮ ﻗﺮﻳﺺ » ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﻻً ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ. ﻛُﻞ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺟﺘﺎﺣﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻳُﻌﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻋﻨﻖ » ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ » ، ﻟﻮ ﺃﻥ ﻁﺎﻟﺐ ﺭﺳﺐ ﻟﻘﺎﻟﻮﺍ ﻫﻢ ﺍﻟﺴﺒﺐ ! . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻄﺮﻕ ﻟﻪ ﺑﻌﻴﻦ ﻓﺎﺣﺼﺔ ﻭﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤُﺠﺤﻒ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻓﻲّ ﻛُﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ، ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻓﻲّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ .

ﺩ.ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺃﺑﻮﻗﺮﻳﺺ ﺃﻥ ّ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺴُﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤُﺸﺒﻌﺔ ﺑﺪﻣﺎء ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻫﻲّ ﻧﺘﺎﺝ ﺃﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﻋَﺪﻡ ﺣِﺮﺻﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻮﻁﻦ ، ﻣﺆﻛﺪﺍً ﺃﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻭﺃﻛﺘﻮﻯ ﺑﻠﻬﻴﺐ ﻧﻴﺮﺍﻧﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺗﻤﺖ ﺑﺪﻭﺍﻓﻊ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺤﺘﺔ . ﻣُﻀﻴﻔﺎً ﺃﻱّ ﻣﻮﺕ ، ﻭﺃﻱّ ﻗﺘﻞ ، ﻭﺃﻱّ ﻓُﻮﻫﺔ ﺑُﻨﺪﻗﻴﺔ ﺻُﻮﺑﺖ ﻓﻲّ ﺻﺪﺭ ﺃﺑﻨﺎء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺼَﺮﺍﻋﺎﺕ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ . ﻭﻋﻠﻞ » ﺃﺑﻮ ﻗﺮﻳﺺ » ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻧﺰﻳﻒ ﺍﻟﺪﻡ ﻫﺬﺍ - ﺃﻱّ ﻣﺎﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻟﻌﺪﻡ ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻷﻁﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤُﺘﻨﺎﺯﻋﺔ ) ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ، ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ( ﻻﺗﻔﺎﻕ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻭﻣﺸﺘﺮﻙ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥّ ﻳﻌﺘﻖ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃُﺯﻫﻘﺖ ﻭﺍُﻏﺘﻴﻠﺖ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﻋﻴﺪ ، ﻗﺎﺋﻼً : ) ﻟﻮ ﺃﺗﻔﻘﻮﺍ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﺎ ﺣَﺪﺙ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ( ﻧﻈﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳُﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻁﺮ ﺣﺪﻭﺙ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﻭﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ . ﻣُﺤﻤﻼً ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ » ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ« - ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎﺗﻜﻮﻥ ﺃﺫﻳﺎﻝ ﻷﻧﻈﻤﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ، ﺑﺮﻙ ﺍﻟﺪﻣﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻤﺮﺕ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ، ﻭﺍﺻﻔﺎً ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻳﺔ . ﻣُﺸﻴﺮﺍً ﺇﻟﻰ

* ﺗﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻢ ﻳﻤﻮﺗﻮﺍ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ ﺑﻞ ﺇﺧﺘﻨﺎﻗﺎً ، ﺻﻤﺪﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺮ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﺎء ﺑﺄﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﻨﺤﻴﻠﺔ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﺷﺮﻋﺔ ﺳﻔﻨﻬﻢ ، ﻭﺑﺎﺕ ﻣﺎﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻓﻈﺎﺋﻊ ﻭﺍﺣﺪﺓ ًﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻟﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺑﺠﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻛﺎﻟﺼﺮﻋﻰ . ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻓﻴﻤﺎ. ُﻋﺮﻑ ﺑﻌﻨﺒﺮ » ﺟﻮﺩﺓ » - ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺭﺍﺡ ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ( ﻣُﺰﺍﺭﻉ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻤﺸﺮﻭﻉ » ﺟﻮﺩﺓ » ۲٥۰) ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺣﺒﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺿﻴﻘﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺬ ، ﻣﺴﻘﻮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺰﻧﻚ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻗﺎﺋﻆ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ، ﻋﺠﺰﺕ ﺣُﺒﻴﺒﺎﺕ ﺍﻷﻭﻛﺴﺠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭﺗﺤﻮﻟﺖ ﻣﻦ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﺩﺓ ﺣﺎﺭﻗﺔ ، ﻓﺘﺴﺎﻗﻄﻮﺍ ﻛﺄﻭﺭﺍﻕ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻋﺪﻯ ﺛﻼﺛﺔ ، ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺃﻟﻴﻤﺔ ﻷﻛﺜﺮ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺴﺎﻣﺤﺎً . ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺴُﺆﺍﻝ ﻳﻠّﻮﺡ ﻓﻲّ ﺍﻷﻓﻖ ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛُﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻣﺎء !؟ *ﺻﺮﺍﻉ ﻣُﺘﻮﺍﺭﺙ ﻓﻲّ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ) ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ( ﺃﻛﺪ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ